مدس- الرباط
عملت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، منذ الوهلة الأولى لاندلاع الأزمة بين روسيا وأوكرانيا على تتبع وضعية المغاربة المقيمين بالأخيرة، عبر إحداث خلية لتدبير الأزمة على مستوى الإدارة المركزية بالوزارة أنيطت لها مهمة القيام بمجموعة من الإجراءات الميدانية لضمان عودة المغاربة لأرض بلادهم آمنين .
تتبع وتواصل منذ بداية الأزمة
منذ اندلاع الأزمة بين كييف وموسكو وتصاعد حدة التواترات بين الأخيرتين، أصدرت سفارة المغرب بكييف بتاريخ 12 فبراير 2022، بياناً صحفياً كشفت من خلاله عن وضع أرقام هاتفية خاصة للتواصل مع المغاربة المتواجدين فوق التراب الأوكراني، قبل أن يتم في اليوم الموالي 13 فبراير إحداث خلية أزمة على مستوى الإدارة المركزية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، كما أصدرت تعليمات بعدم مغادرة بعثة السفارة المغربية بأوكرانيا قصد تدبير أزمة المغاربة هناك.
أرقام هاتفية مجانية وتواصل مستمر
السفارة المغربية بكييف، وبعد تسلسل الأحداث بشكل سريع أوصت المواطنين المغاربة المتواجدين في أوكرانيا بمغادرتها حرصا على سلامتهم، وذلك عبر الرحلات الجوية التجارية المتوفرة.
كما دعت السفارة المواطنين المغاربة الراغبين في السفر إلى أوكرانيا إلى تأجيل سفرهم في الوقت الراهن. مع وضعها رهن إشارة كل المغاربة المتواجدين في أوكرانيا أرقام هاتفية مخصصة لتلقي مكالماتهم.
وبتاريخ 14 فبراير، أصدرت السفارة المغربية بكييف بلاغاً إضافياً أعلنت فيه عن وضع رقمين هاتفيين الأول مجاني ويخص المغاربة المتواجدين بأوكرانيا والرقم الثاني للتواصل من داخل المغرب.
رحلات جوية بأسعار ثابتة
قامت بعدها خلية الأزمة المحدثة بالتواصل مع شركتين للنقل الجوي من أجل تنظيم رحلات جوية، حيث تم الاتفاق مع شركتي الخطوط الملكية المغربية والعربية للطيران على تنظيم رحلات متعددة وبأثمنة مناسبة قصد تسهيل عملية عودة المواطنين المغاربة آمنين إلى بلادهم، وهو الأمر الذي تم الاستجابة إليه من طرف عدد كبير من العائدين والذين أغلبهم طلبة يدروسون الطب والصيدلة بأوكرانيا.
وحسب معطيات دقيقة استقتها جريدة “هبة بريس” من مصدر مسؤول بخلية الأزمة بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فإن عدد المغاربة المقيمين بأوكرانيا الذين التحقوا بأرض الوطن يناهز عددهم ثلاثة آلاف لحدود الساعة.
هذا وبالرغم من قدوم هذا العدد الكبير لأرض الوطن فإن بعض المغاربة ترددوا قبل اندلاع الحرب بشكل فعلي في العودة إلى المغرب خصوصاً فئة الطلبة، الذين تلقوا تهديدات من الجامعات التعليمية التي يدرسون بها بالتشطيب على أسمائهم من لوائح المتمدرسين، وهو الأمر الذي جعلهم يقررون المكوث هناك بعد هدوء الوضع نسبيًا آنذاك.
إجراءات خاصة لإخلاء المغاربة سالمين عبر منافذ آمنة
ومن بين أحدث الإجراءات المتخذة لحماية سلامة المغاربة المقيمين بأوكرانيا والذين لم يتمكنوا من العودة قبل إندلاع الحرب، أصدرت سفارة المغرب بكييف صبيحة اليوم الجمعة 25 فبراير 2022، بيانا دعت فيه كافة المواطنين المغاربة المقيمين الذين اختاروا المكوث فوق التراب الأوكراني، إلى ضرورة التقيد بالتوجيهات وتدابير السلامة التي دعت إليها السلطات الأوكرانية المختصة.
وأكدت السفارة على، عـــدم مغادرة أماكن الإقامة إلا في حالات الضرورة القصوى، والاحتفـــاظ الدائم بأوراق إثبات الهوية، و التواصـــل المستمر مع السفارة وخلية الأزمة المُخصصة لهذا الغرض. كما أشارت أنه وبالنسبة للمواطنين الذين قرروا المُغادرة، فإن سفارة المملكة وبتنسيق وثيق مع سفارات المملكة بالدول المُجاورة، منكبة على تسهيل عملية عبور المواطنين المغاربة من أوكرانيا في ظروف آمنة.
خلية الأزمة وبمجهودات السفارة المغربية بكييف قامت اليوم بإحداث منافذ حدودية آمنة بأربع دول مجاورة وهي هنغاريا وسلوفاكيا ورومانيا وبولونيا، يتم فيها استقبال المغاربة القادمين من أوكرانيا من طرف خلايا تابعة للسفارات المغربية بالدول المذكورة، حيث تشير آخر المعطيات التي تحصلت عليها جريدة “هبة بريس” الإلكترونية بولوج ستة مواطنين مغاربة إلى دولة بولونيا قادمين من أوكرانيا.
خمس تدخلات خاصة لخلية الأزمة تجاه المغاربة المقيمين بأوكرانيا
تقوم المصالح الديبلوماسية المغربية بأوكرانيا بعملية التتبع في مختلف المدن خاصة تلك المتواجدة بالمناطق الحدودية، إضافةً للبحث عن منافذ آمنة بالمناطق الحدودية، كما تعمل السفارة المغربية بكييف على إصدار وثائق السفر الضرورية بالنسبة للمواطنين المغاربة الذين انتهت مدة صلاحية جوازات سفرهم .
حيث تقوم السفارة المغربية بكييف بعملية التنسيق مع سفارات المملكة بالدول المجاورة من أجل استقبال المواطنين المغاربة بالمعابر الحدودية حيث توجد خلايا في استقبالهم ومواكبتهم.