أهداف الحزب:1- تنظيم وتأطير المجتمع طبقا لمقتضيات دستور المملكة

0

بقلم: عبد السلام اسريفي

من الأهداف التي سطرها الحزب ويراهن عليها في قانونه الأساسي،والتي يعتبرها دينامو أي تنظيم سياسي،نجد تنظيم وتأطير المجتمع طبقا لمقتضيات دستور المملكة، والنهوض بأعباء مجتمع ديمقراطي حداثي لتحقيق العدالة الاجتماعية، وصيانة الكرامة الإنسانية

والمقصود بتأطير المجتمع هو تنشأة أجياله على نمطية فكرية وتربوية لها قواعد معرفية وتتمتع بسمات مشتركة واضحة. هذه القواعد وتلك السمات تتطبع بها شرائح المجتمع المختلفة.
والتأطير المحتمعي القائم على القيم والمثل والطبائع المتجانسة يبين لنا الثابت والمتغير في المجتمع عرفا وتقليدا أو فكرا وممارسة..
والتأطير ضروري لتكوين مجتمع متجانس الى حد ما. فشريحة المتعلمين مثلاً تتميز بصفات مشتركة تجعلها تمتلك مقاييس وأساليب تفكير ومنظومة معايير مشتركة فيما بينها. وكذا شريحة الحرفيين وشريحة عمال الخدمات وشريحة القضاة وشريحة السياسيين وشريحة الأطباء وشريحة المهندسين وغيرهم. لكل منهم طرائق في التفكير ومناظير منسجمة ومعايير مشتركة. وربما تجانست أيضا مشتركات تلك الشرائح الإجتماعية حتى تكوَن طيفا مستمرا متجانسا من المواقف والأفكار والمعايير كالاتكيت والأصول والمشتركات التي يتعارف عليها المجتمع، فتحقق وحدة مجتمعية مميزة وحالة فكرية وسلوكية مستقرة وقابلة للتطور والازدهار.
فالحزب يرى ،إن التأطير المجتمعي يوفر لأفراد المجتمع جواً يمكَنهم من تحقيق عطائهم وانجاز مهامهم بكفاءة عالية وهذا ما يجعل انتاجية المجتمع المؤطر عالية. فالكل في نفس الشريحة يحمل آراء متقاربة والكل في المجتمع يعرف حده وقيمته ويعرف حقوقه وواجباته. وهذه المجتمعات المتحضرة الإيجابية هي التي تبني حضارة اياً كان مستواها. وهي القادرة على تحقيق رفاهية الفرد والجماعة. وهي التي يكون لها بصمة في التاريخ في العطاء الحضاري لهذه المجتمعات ولبقية الأمم والشعوب.
وفي عصر زهو الحضارة العربية الاسلامية وعصرها الذهبي كانت مجتمعاتنا مؤطرة ومزينة بالقيم والأخلاق والعمل الجماعي في العبادة وفي العمل والإبداع. لذلك تمكنت من الإنتاج الحضاري بأعلى كفاءة وكانت بؤرة إشعاع للعلم والنور الى العالم في الشرق والغرب. لكننا حين فقدنا التأطير وأضعنا الإطار في التنظيم المجتمعي لم يعد بين شرائح مجتمعنا ما يربط بين أفرادها. ولم يعد بين بعضها والبعض الآخر ما يعكس الانسجام والتجانس، فضاعت المقاييس وفقدت المعايير.
وهكذا اليوم نجد أن المجتمعات الغربية الناجحة تتمتع بقدر كبير من التأطير يمكَنها من جوانب كثيرة من سمات وعوامل النجاح الحضاري والامتياز الانتاجي الراقي.
نحن في المجتمع المفربي نفتقد التأطير المحتمعي الى حد ما، لذلك فالكل ضائع وفيه تيه ثقافي وقيمي ولا أحد يفهم على أحد. جرب مثلا واطرح رأياً بين عشرة أشخاص. في الغالب ستجد إن هنالك عشرة آراء بل ربما أكثر. رأي في الشرق وآخر في الغرب رأي متطرف والآخر مائع ورأي متفتح وآخر في منتهى الظلامية والاستبداد.
هذا سبب جوهري في تخلفنا وفي ضعفنا وعدم قدرتنا باللحاق بالركب الحضاري للأمم فضلا اداء الأمانة والرسالة المناطة بنا وهي رسالة رب العالمين الى البشر أجمعين..
الحزب ،يرى أن مجتمعنا يفتقد التأطير وهو أحد أسباب الوهن والتخلف والتنازع والتحزب المجتمعي المؤدي الى الفشل والضياع.. وتلك أخطر ما يواجه المجتمع العربي المعاصر
.

لذلك،يراهن الحزب،على هذا الشق،في كل برامجه،على اعتبار،أن المجتمع الواعي يمكنه إنتاج الأفكار وتقديم الحلول واستيعاب الديمقراطية بمفهومها الشامل،لتسهيل عملية العبور إلى مرحلة أخرى من الانتقال الديمقراطي،الذي يسعى اليه المغرب.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.