إجتماع المكتب السياسي حول التجربة الانتخابية الجماعية والجهوية وانتخابات مجلس المستشارين
عقد المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاجتماعية اجتماعا صباح يوم الجمعة 16أكتوبر 2015 برئاسة الأمين العام الأخ عبد الصمد عرشان .
وفي بداية الاجتماع وقف الحضور لقراءة الفاتحة ترحما على شهداء أحداث منى والدعاء لهم بالجنة والمغفرة .
وقد تركز النقاش حول التجربة الانتخابية الجماعية والجهوية وانتخابات مجلس المستشارين ،و دلالات النتائج الانتخابية العامة وتفاصيل العملية الانتخابية برمتها .
وبخصوص هذا المحور يسجل المكتب السياسي بأسف عميق ما شاب العملية الانتخابية من ضغوط قبل الانتخاب وخلاله ، وما عرفته من ارتباك في الاعداد والتأخير في التحضير الذي أثر على السير الطبيعي وانعكس بآثار سلبية على العمليات الانتخابية . .
ورغم هذه السلبيات التي نتمنى أن يراجع المسؤولون أسبابها ويستفيدون من التحليلات والتعاليق التي طالتها داخل الوطن أو خارجه، يمكننا أن نسجل إجمالا كما جاء في خطاب جلالة الملك عتد افتتاح السنة التشريعية الجديدة، ونقتطف من رسائله القيمة” الجو الايجابي الذي مرت فيه الانتخابات الأخيرة والتأكيد على أهمية الضمانات التي جرى توفيرها، باعتبارها الضمانة الأساسية لخدمة المواطنين” .
أما بخصوص المحور الثاني المتعلق بتقييم نتائج هيأتنا في هذه الاستحقاقات، رغم كل الاكراهات والسلبيات ،يمكن أن نؤكد أنها نتائج مقبولة ومشرفة مقارنة بنتائج بعض الأحزاب .
ونهنئ في البداية الأمين العام الأخ عبد الصمد عرشان على نجاحه المتميز على رأس بلدية تيفلت، وعلى نظافة الجو الانتخابي الذي مرت فيه الانتخابات بالدائرة والجماعات المجاورة بإقليم الخميسات وغيرها من الأقاليم .
وبهذه المناسبة، وتبعا لما جاء في بلاغ المكتب السياسي السابق بتاريخ 9أكتوبر 2015، ردا على بلاغ” اللجنة الحكومية لتتبع الانتخابات” نجدد تضامننا ومساندتنا للأمين العام، ويقظتنا من أجل إحباط كل المناورات التي تحاك ضد هيأتنا، لأننا نعتبر اتهام الأمين العام ليس استهدافا لشخصه بل هو استهداف للحزب بكل هياكله وتنظيماته، لأننا متيقنون من استقامة الأخ عبد الصمد عرشان واحترامه للمبادئ والقيم والأخلاق السياسية، وتربيته وتكوينه السياسي الوطني الذي يسير فيه على خطى والده السيد محمود عرشان رئيس مجلس الرئاسة الذي تربى على مبادئ الدفاع عن المؤسسات الدستورية والمقدسات العليا للبلاد .
ونسجل أسفنا العميق على مبادرة اللجنة وعدم احترامها للمساطر القضائية والخرق السافر لقرينة البراءة، وعدم الاكتراث بالتشهير بالمواطنين، في سابقة من نوعها في عمر الانتخابات المغربية .
وحتى لا تفوتنا الفرصة نهنئ مترشحينا ومترشحاتنا الذين فازوا في هذه الاستحقاقات، ونشد على أيدي الذين لم يحالفهم الحظ للتغلب على بعض النواقص والاكراهات، وذلك بتضافر جهودنا وجهودهم في الاستحقاقات المقبلة بحول الله وقوته .
كما نحيي مناضلينا ومناضلاتنا وكافة المواطنين الذين تعاطفوا مع هيأتنا ووضعوا ثقتهم في منتخبينا بكل اعتزاز، لما توصلنا به من تقارير عن تضحياتهم وحملتهم الانتخابية النظيفة والنزيهة.
وقد أكد المكتب السياسي من خلال الخلاصات التي توصل إليها والدروس المستخلصة من هذه الانتخابات، أنه لابد من مراجعة بعض الأخطاء التي اعترت العملية الانتخابية، ودعوة المجلس الوطني وكافة مترشحاتنا ومترشحينا وكلاء اللوائح الى اجتماع مقبل من أجل تقييم هذه النتائج محليا و إقليميا وجهويا، وتحديد المسؤوليات الذاتية والموضوعية التي أحاطت بهذه الانتخابات والقيام بنقد ذاتي، والإنصات إلى المناضلين لاستخلاص التوجهات الكفيلة بجعل حركتنا قادرة على تعبئة المواطنين ومنسجمة مع تطلعاتهم .
وبخصوص قضية وحدتنا الترابية التي تزامن اجتماع المكتب السياسي اليوم مع ذكرى الإعلان عن تنظيم المسيرة الخضراء من طرف المغفور له الحسن الثاني في خطابه التاريخي يوم 16 أكتوبر1975 ، تبعا لحكم محكمة العدل الدولية بلاهاي التي أقرت بروابط البيعة بين سكان قبائل الصحراء وملوك المغرب، وبأن أرض الصحراء الغربية لم تكن خلاء بل تعود مشروعيتها التاريخية والقانونية إلى المغرب، ونظرا لما عرفته مؤخرا هذه القضية الوطنية من لغط حول موقف دولة السويد وبعض أحزابها المعادي لوحدتنا الترابية، نعبر عن تضامننا المطلق مع المواقف الرسمية لحكومة صاحب الجلالة ومواقف القوى الحية ببلادنا في الدفاع عن وحدتنا الترابي معبرين عن استنكارنا على إجراء مشاورات مع أحزاب دون أخرى وبالتالي إيفاد أحزاب بعينها إلى السويد لإبلاغ أحزابها مواقف المغرب، وإقصاء أحزاب ، الشيء الذي تتعامل به الحكومة مع الأحزاب الوطنية بمكيالين، كأن الوطنية حكر على أحد.
وفي نفس السياق نطالب الدبلوماسية المغربية والبرلمانية والحزبية بتعبئة استباقية بكل يقظة وحزم، لأن ملف المغرب قوي بمشروعيته التاريخية والجغرافية والقانونية، واعتراف المنتظم الدولي باقتراح المغرب للحكم الذاتي كحل وحيد، وذلك لمواجهة كل المؤامرات والمناورات التي يقوم بها أعداء وحدتنا الترابية، دعما للجهود الحثيثة التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده .