مروش… موثق الأندلسي يودعنا
غيب الموت، مساء السبت الماضي، الفنان والعازف محمد مروش، أحد أشهر حفاظ وموثقي نوبات الآلة الأندلسية، عن سن ناهزت السابعة والثمانين بالرباط.
الراحل الذي كان محافظا لجوق الإذاعة الوطنية للطرب الأندلسي برئاسة الحاج مولاي أحمد الوكيلي، كما كان عازفا به على آلتي العود والكلارينيت، انطلقت مسيرته الموسيقية بطنجة التي ولد بها وتشرب صنائع الآلة الأندلسية، قبل أن ينتقل إلى الرباط.
واشتهر مروش بإشرافه على أغلب مشاريع توثيق الآلة الأندلسية التي أطلقتها الإذاعة والتلفزة، منها تصوير حصص موسيقية مع أجواق مختلف المدن المغربية بالتنسيق بينها وبين إدارة التلفزة، كما أشرف خلال اشتغاله بخزانة الإذاعة الصوتية منسقا لحصص الطرب الأندلسي، التي تبرمج بعد الزوال عبر الإذاعة، إذ كان ينظم الأشرطة ويرتب الصنائع ويرممها حسب المدة الزمنية، بطريقة علمية يحرص فيها على عدم بتر الميزان أو انقطاعه فيضبطه مع الحيز الزمني المخصص له.
وبعد إحالته على التقاعد، واصل مروش مشروعه التوثيقي بعد أن كلفه المخرج إدريس المريني، حين كان مديرا للإنتاج والبرمجة بالتلفزيون، بنفض الغبار عن الوثائق السمعية والبصرية القديمة الخاصة بالآلة الأندلسية وتوظيفها في برامج تلفزيونية خاصة منها برنامج “ميراث”، كما اشتغل مستشارا فنيا ضمن برنامج “نغموتاي” لأزيد من عشر سنوات.